المرايا ربما تكون المرآة واحدة من أكثر الأدوات استخداماََ في حياتنا اليوميّة، فلا يمكن تخيّل منزل خالٍ من المرايا، فهناك مرآة في غرفة النّوم، وأخرى في الحمام، وثالثة قد توضع في مدخل البيت كجزء من الدّيكور، وربما رابعة في الحقيبة التي ترافقنا عند خروجنا من المنزل، كما أنّ حب البشر لرؤية انعكاس صورهم ليس جديداََ،
بل يُعتقد أن أجدادنا قد استخدموا برك الماء السّاكنة كمرايا لآلاف بل لملايين السّنين قبل أن يستخدموا المعادن المصقولة، أو الزّجاج البركاني لرؤية وجوههم. وفي هذا المقال سنتعرّف على تاريخ المرايا، وكيفيّة العناية بها وتنظيفها لتظل لامعة.
[١] تنظيف زجاج المرايا تشعر الكثير من السّيدات بأنّ تنظيف زجاج المرايا أو النّوافذ مهمة صعبة، وهي بالفعل مهمة صعبة إذا لم يتم إنجازها بالطّريقة السّليمة، فقبل البدء بتنظيف الزّجاج يجب اختيار محلول تنظيف وأدوات مناسبة، وبذلك تكون النّتيجة النّهائيّة زجاجاً نظيفاً بلا خطوط أو آثار غير مرغوب بها،
وللحصول على زجاج مرايا نظيف يُنصح بما يأتي:
[٢][٣] إزالة البقع التي قد توجد على المرايا مثل بقع معجون الأسنان، ومواد التّجميل، ومثبّت الشّعر، وكذلك الغبار والأوساخ قبل البدء بتلميعها، يمكن استخدام قطعة من القطن مغموسة في الكحول للتخلّص من البقع، ثم تُستخدم قطعة قطن نظيفة لمسح بقايا الكحول عن المرآة،
ويجب مراعاة العمل بسرعة حتى لا يجف الكحول قبل مسحه. فرك زوايا المرآة بفرشاة أسنان قديمة مبللة بالكحول للتخلّص من الأوساخ المتراكمة، كما يمكن استخدام النكاشة القطنيّة (قطن تنظيف الأذن) لتنظيف الزّوايا الضّيقة.
تغطية الإطار الخشبي للمرآة بقطعة قماش، حتى لا يتضرر من محلول تنظيف الزّجاج. رش محلول التّنظيف على سطح المرآة، ومراعاة عدم المبالغة في كمية المحلول لأنّ تجفيفه في هذه الحالة قد يتطلّب المزيد من الوقت والجهد. مسح المرآة بقطعة قماش ذات ألياف ناعمة،
ومن الخيارات الجيدة قطع الملابس القديمة فهي مثاليّة لخلوّها من الوبر لذلك يمكن تلميع الزّجاج فيها دون ترك آثار، وهو ما يحدث عند استخدام المناديل الورقيّة، وبدون ترك خطوط على الزّجاج وهو ما يحدث عند استخدام ورق الجرائد، كما أنّ استخدام ورق الجرائد قد يؤدي إلى ترك بقع من الحبر على المرآة. يمكن استخدام الممسحة المطاطيّة (الكاشطة) عند توفرها للتخلّص من محلول التنظيف بكفاءة،
على أن يتم استخدامها من الأعلى إلى الأسفل بنمط متعرّج على شكل حرف (S)، وبعد الانتهاء من جزء يفضّل مسحه بقطعة قماش للتخلص من القطرات المتساقطة من محلول التّنظيف. بعد الانتهاء من تنظيف المرآة يُفضّل الابتعاد عن المرآة والنّظر إليها من زوايا مختلفة،
وفي حال وجود بقع، أو آثار يوضع القليل من محلول التّنظيف على قطعة القماش وتُمسح البقعة بها. صنع محلول تنظيف المرايا في البيت يوجد في الأسواق أنواع كثيرة من منظفات الزجاج إلا أنّها تحتوي على نسبة عالية من الصّابون،
الأمر الذي يؤدي إلى ترك بقع وآثار على المرايا عند تنظيفها، لذلك تُنصح ربات البيوت بصنع محاليل تنظيف الزّجاج والمرايا من مواد متوفرة في المنزل، ووضعها في زجاجة رش، ومن هذه المحاليل:
[٢] محلول مكوّن من الماء وكميّة مساويّة من الخل. محلول مكوّن من ربع كوب من الخل الأبيض، وربع كوب من الكحول المُحَمِّر (بالإنجليزيّة: Rubbing alcohol)، وملعقة كبيرة من نشا الذرة، و8-10 قطرات من زيت عطري مثل زيت اللّيمون، أو البرتقال، أو اللافندر. محلول مكوّن من 1-2 ملعقة صغيرة من سائل تنظيف الأطباق، و4 ملاعق كبيرة من عصير الليمون، ونصف كوب من الخل الأبيض، ويمكن استبداله بالأمونيا.
كيفيّة تجنّب تكوّن الضباب على المرايا كثيراََ ما يتكوّن الضباب على مرايا الحمام أثناء الاستحمام، ويمكن التغلُّب على هذه المشكلة كما يأتي:
[٤] مسح المرآة بخفة بقطعة صابون قبل البدء بالاستحمام، واستخدام محلول تنظيف الزجاج للتخلّص من الصّابون الزّائد، ويمكن استبدال الصّابون بالقليل من الفازلين. مسح المرآة بمنديل ورقي عليه القليل من معجون الأسنان، أو معجون الحلاقة، أو الشّامبو، ومسحها بعد ذلك بمنديل جاف ونظيف. تغطية المرآة بمنشفة لحمايتها من الرّطوبة ومنع تكوّن الضّباب عليها. فتح النّوافذ إن أمكّن أثناء الاستحمام،
مما يسمح بدخول الهواء ومنع تكوّن بخار الماء الذي يؤدي إلى تكوّن الضّباب. رش المرآة أو مسحها مرة واحدة في الشّهر بأحد المنتجات التّجاريّة التي تباع في الأسواق والخاصة بمنع تكوّن الضّباب على المرايا. مسح المرآة بقطعة قماش مغموسة في مزيج من الجلسرين والماء، ثم تجفيفها بقطعة قماش جافة. تثبيت مانع تكوّن الضّباب الكهربائيّ على الجهة الخلفيّة للمرآة، ومن سلبيات هذه الطّريقة أنها مكلفة، وتحتاج إلى عامل كهرباء لتركيبها.
لإزالة الضّباب عن المرآة يمكن استخدام مجفف الشّعر لتجفيف المرآة باستخدام الهواء البارد أو الحار.
تاريخ المرايا
كانت المرايا تُصنع في العصور القديمة والوسطى من أقراص البرونز، أو القصدير، أو الفضة المصقولة جيداََ والمحدبة قليلاََ، وأقدم المرايا هي المرايا اليدويّة التي صنعها الرومان، ولم تظهر المرايا كبيرة الحجم والتي يمكنها عكس الجسم كله إلا في القرن الأول الميلادي، وبحلول نهاية العصور الوسطى أصبحت المرايا اليدويّة منتشرة في جميع أنحاء أوروبا.
وفي أواخر القرن الثّاني عشر وبدايات القرن الثاّلث عشر بدأ تصنيع المرايا من الزّجاج المدعوم من الخلف بصفائح معدنيّة، واشتهرت البندقيّة بصناعة أجود أنواع المرايا ومنها انتقلت أسرار المهنة إلى مدن أخرى، وكانت المرايا في ذلك الوقت باهظة الثّمن، ويقتصر استخدامها على الأغنياء فقط، وفي عام 1835 تمكّن الكيميائي جوستوس فون ليبج من اكتشاف آلية طلاء سطح الزجاج بمعدن الفضة كيميائياََ، وأدت التّقنيات الجديدة رخيصة الثّمن إلى انتشار المرايا بشكلٍ واسع.